الأحد، 19 يوليو 2015

لابد وأنهم يحبون الترجمة أكثر مني... !



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




تدوينة اليوم ربما تكون من أصعب التدوينات التي قد سأكتبها يومًا.. ليس بالنسبة إلى عالم الترجمة.. أو بالنسبة لأي كان من يحب أن يقرأ كلماتي.. إنما لأني سأفصح عم بداخلي دون تحفظ تقريبًا.. وهذا بحق أمر نادر ما أفعله هكذا على الملأ... !


لكني أشعر جديًا أني بحاجة لتقويم نفسي قليلًا.. فـ في النهاية.. أشعر أني ملزمة بتهذيب نفسي وتقويمها.. وتعليمها.. لأني اكتشفت قبل وقت طويل أنه ما من أحد سوف يفعل ذلك بالنيابة عني.. حتى وإن أحبني أكثر من نفسي...

حسنٌ.. سأدخل بالموضوع...
في الفترة الأخيرة بدأ تصرف معين يضايقني بشدة.. ألا وهو تعدي الآخرين على حجوزات فريق بيول.. الفريق الذي شاركت في تأسيسه.. ودون مبالغة.. سهرت من أجل نجاحه ليال عديدة.. لكني حينما أتحدث مع هؤلاء.. يتكلمون معي ببساطة.. بل وأحيانًا باستخفاف أتظاهر أني لم ألحظه.. أنه ما من "قانون" يقضي بموضوع الحجوزات هذا.. فمن يريد أن يترجم شيء ما.. فـ ليترجمه ومن أنا لأحجر عليهم لمجرد أني "أرغب" في ترجمة عمل ما...
حسنٌ.. في الواقع وجدت في هذا وجهة نظر وإن لم أتفق معها.. ورضيت أن أكتفي بحبي لهواية الترجمة وألا ألق بالًا لهؤلاء وأن أتابع طريقي بمبادئي الخاصة.. والتي تقضي بألا أتعدى أبدًا على "حجز" أحد.. وفي نفس الوقت.. لا أتنازل أبدًا عن عمل كنت الأسبق بحجزه والإعلان عنه أمام الآخرين أي من كانوا.. حتى لا أشعر من داخلي أني انسحبت أمام خصم لم يستخدم معي العدل أو النزاهة...
ولكن هذا الأمر تكرر كثيرًا في الواقع.. أعرف أن الأذواق تتشابه.. ولكن.. أن يكون كل عمل لفريق بيول دون استثناء مكرر عند فرق أخرى رغم إعلاناتنا بمنتدى الإقلاع وبمدونة الفريق الرئيسية.. بل وصار الوضع بحيث يأتي البعض أحيانًا ويقول لي أنا بالذات.. "تراجعي عن هذا العمل لأن فلان قال أنه سيترجمه".. هكذا ببساطة.. دون النظر لمن الأسبق.. أو حتى دون النظر لرغبتي الشخصية في اختيار شيء ما... !!

لا أنكر أن كلا الأمرين (أن يحجز أحد علينا + من يقولون لنا توقفوا لأن فلان سيترجمه) يضايقاني كثيرًا.. وكنت أخشى من قول أو إظهار ذلك حتى لا أبدو مهزومة أو ضعيفة.. وهكذا حاولت أن أكمل.. وكم حاولت ألا ألتفت لهذا.. حاولت أن أرتقي بنفسي وأن أضعها في موقف التحدي.. وظل على الناحية الأخرى هذا يحدث مرة تلو أخرى تلو أخرى...
ظل يتكرر للحد الذي أصبحت أشعر فيه بالإرهاق الشديد.. وعدم الرغبة في الترجمة.. رغبة كنت أتغلب عليها أحيانًا بـ أني لا يجب أن أنسحب وإن وضعني أحدهم في تنافس لم أطلبه.. وفكرت أنه لابد لي من الاستمرار حتى لا أسمح لأحد بالانتصار علي.. فأنا أتبع "القانون" وأحترم الآخرين.. ولا ينبغي أن أضعف لأن معي الحق.. ولكن...
أقولها بصراحة.. لم أعد أستطيع...

ذلك لأني حتى أنتصر على من يتعدى عليّ.. فلابد أن أمتلك القوة الكافية لأسبق بنشر ترجمتي.. وهذا الشيء خارج عن قدراتي.. فـ أنا إنسانة بطيئة بطبعي.. بينما هم قادرون على السهر بانتظار خروج ملف الترجمة الإنجليزية حتى يكونوا أول من نشر الترجمة.. وحتى يحافظوا على جمهور مدوناتهم الذي.. من الواضح.. أن فريقي لم يعد قادر على الحفاظ عليه مهما حاولنا...
حسنٌ.. أعترف أني لا أمتلك هذه القوة.. لأني لا أحب الترجمة بهذا القدر.. ولا أحبها لدرجة أن أضحي بروتين الحياة الطبيعية لأسهر الليل وأنام بالصباح.. فلدي عائلة ومشاغل شخصية لابد أن أقضيها في الصباح.. وهذا الاعتراف بالتالي أدى بي لإدراك أمر آخر.. ألا وهو أنهم لابد وأنهم يحبون الترجمة أكثر مني إذًا... !

وهكذا قادتني تلك اللحظة لإدراك آخر.. ألا وهو أني لا أملك الشغف الكافي تجاه "عمل" فرق الترجمة.. لأن في اللحظة التي أقرر فيها أني لابد أن أترجم حتى أسبق فلان.. أو حتى أحفظ جمهور فريقي أو أو.. فهي نفس اللحظة التي أتخلى فيها عن السبب الرئيسي والأساسي من اتجاهي للترجمة.. ألا وهو شغفي باللغة.. ورغبتي بوجود "ترجمة عربية سليمة".. سواء كنت أنا المترجمة أم غيري... !

لا أنكر.. أن بداخي جانب مازال يشعر أني مهزومة وأنا أكتب هذه الكلمات.. ومازال يشعر أنهم انتصروا عليّ في معركة لم أطلبها.. ومازال يؤنبني ويقول لي "إنك تهربي من مواجهتهم.. وتعترفي لهم بالقوة"... نعم جانب مني يشعر بكل هذا ولكن... في خضم كل هذا بدأت أتذكر شيء آخر.. مهم للغاية.. ألا وهو أني لم أدخل مجال الترجمة في الأساس لـ أنافس أحدًا.. بل دخلته من أجل أسباب مختلفة تمامًا عن تلك.. وبالتالي.. فهذه المعركة ليست معركتي.. فلم ينبغي أن أقحم نفسي فيها... ؟!
بل.. وإن أردت أن أضع مثالًا.. –إن كنت أستحق-.. فلا يجب أن أخضع لمبدأ الآخرين.. لأن تلك هي الهزيمة الحقيقة.. ولكن.. لابد أن أطبق شروطي أنا الخاصة.. بمعنى أن أسعى لأهدافي الخاصة..ألا وهي التركيز على دروس اللغة العربية والترجمة إليها...

،
هناك أمر آخر أشعر به أيضًا..
أشعر أني بالتخلي عن تلك المعركة.. أواجه نفسي.. وأواجه الضعف الذي انتابني لفترة.. وكذلك رغبة "الانتصار" تلك التي تطورت لدي بعض الوقت.. وكأني باعترافي بتلك "الهزيمة".. أحول المعركة من "نفسي ضدهم".. إلى "نفسي ضد نفسي" التي حادت عن هدفها لبعض الوقت... !
وهكذا أشعر من جهة أخرى أني بالتخلي عن الترجمة.. في فريق بيول.. أني أنتصر على طمعي الشخصي ذاك.. وأثبت قوتي الحقيقية.. بل وسأستفيد أيضًا أن أي وكل انتصار سأحققه في معركة "نفسي ضد نفسي" هذه.. إنما هو في الواقع انتصار لـ"نفسي".. أي انتصار لي في كل الحالات.. أليس هذا أمر غريب... ؟!

،
واختصارًا لكل ما سبق أقول..
سوف أعتزل الترجمة مع بيول أو أي فريق آخر..
وسأتفرغ في الوقت الحالي لـ مدونتي الخاصة هذه.. وربما أستمر أيضًا في كتابة التقارير بالإقلاع طالما وجدت مصممات يقبلن مشاركتي...
ربما أيضًا لن أرفض إن طُلبت مني المساعدة من أي فريق ترجمة كان.. لكن فقط بحسب ما يسمح به وقتي.. وبحسب قوانيني أنا الخاصة.. والتي أهمها.. أن يكون العمل غير مترجم من قبل أي طرف آخر...

كما أني.. وخصوصًا بعد الحديث مع صديقة قبل ساعات قليلة.. أشعر بارتياح كبير لهذا القرار.. ولذا أعجل بنشره رغم أني ما زلت معلقة ببعض أعمال الترجمة مع فريق بيول..
فكلامي معها.. –تلك الصديقة-.. بطريقة ما.. أثبت لي أني على حق فعلًا في اتخاذ هذا القرار.. حتى أركز أكثر على قوتي الحقيقية...

،
وفي النهاية.. أوجه آخر كلماتي هنا لكل من:
شارك في تأسيس فريق بيول..
أو ساهم في استكمال بناءه من بعد ذلك..
أو سانده بأي فعل أو إهداء أو كلمة شكر...
"شكرًا.. وآسفة"...


،
أظن أن هذا كل شيء..
اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر..
اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر...
وداعًا فريقي الأعز^^...
.
.



نُشرت في "سبرز" بتاريخ 31 مارس  2014 مع حذف جملة واحدة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق